القحرى بعد المخلاف ؟
في نها ية
حركات المعارضة والمقاومة في تهامة -1962-1918م للباحث الدكتور عبدالودود مقشر
بلاد القحرى ومدن باجل والعبيد وعبال سقطت في يوم الأحد السابع وعشرين شعبان/الثاني والعشرين من مارس وقاد الاستيلاء على هذه البلاد علي بن حمود بن محمد وعلي المقداد، وذكرت التقارير البريطانية (مع اقتراب القوات الإمامية من جوار باجل في الرابع والعشرين من مارس، فرّ العامل الإدريسي إلى القطيع ثم إلى المراوعة، فاستولى الشيخ أبو هادي أحد مشائخ القحرى على إدارة الجمرك واحتلت القوات الإمامية باجل في السادس والعشرين من مارس)، واتخذها قائد الجيوش المتوكلية عبدالله بن احمد الوزير مقراً لإدارة العمليات الحربية بتهامة وترتيب عملية السيطرة على الحديدة وإرسال الحملات ضد المناطق وقمع المقاومة والثورات.
مدن الحديدة والمراوعة . يتضح من خلال القراءة التاريخية للنصوص والوقائع والأحداث أن نائب الأمير الإدريسي عبدالمطلب بن محمد هارون لم يكن على علم بما حدث ويحدث آنذاك وبالهجوم المفاجئ والنزول المباغت السريع دون أي عوائق أو صعاب للجيوش الإمامية ثم بقطع طرق المواصلات والاتصالات بالعاصمة والقيادة الادريسية، وهذا يدلل على فشل الإدارة والقيادة المدّنية والعسكرية للدولة وشدة الكراهية التي ملأت قلوب الشعب التهامي ضد هؤلاء وفرض شخصيات غريبة عن الوطن والشعب التهامي، قال المؤرخ العقيلي المعاصر لتلك الأحداث عن الحديدة :- (استولى - جيش الإمام يحيى- على باجل وصليل والعبسية والقحرى وبذلك عزل مدينة الحديدة، كل ذلك وعبدالمطلب يغط في غفلته ولم يستيقظ إلا وهو يرى نفسه في دوامة من الأراجيف وحرب الأعصاب والسلاح الخامس الذي وفد إلى الحديدة أو استتر فيها، فانهارت نفسه المحطمة ومعنوياته الواهنة وأفقده كل أمل في التحرك أو النهضة للمقاومة، وتوارد العمال وفلول الحاميات إلى مدينة الحديدة لأن جيش الإمام يحيى قد قطع عليهم خط الرجعة باحتلال الزيدية وابن عباس والصليف.